Page 33 - web
P. 33
ISSUE No. 448 ثنائية الأمن والتنمية لمواجهة التطرف العنيف
واعدة ،باعتبارها عناصر مهمة ضمن سياسة التنمية شعبة اتصال الجزائر
الوطنية ،بدعم المجال الاقتصادي والمالي ،وتحفيز الاستثمار
والأنشطة الإنتاجية لدعم الإنتاج الوطني ،وتلبية حاجات عميد أول للشرطة لعروم أعمر
المواطنين والقضاء على البطالة ،على غرار ما تقدمه الوكالة عضو الهيئة الاستشارية بمجلة الأمن والحياة
الوطنية لدعم تشغيل الشباب والوكالة الوطنية لدعم
وتنمية المقاولاتية والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر المديرية العامة للأمن الوطني -الجزائر
وغيرها. تعتبر آفة الإرهاب والتطرف العنيف من التهديدات الأمنية
وكانت البرامج المتبعة تهدف أسا ًًسا إلى تحقيق الانتعاش
الاقتصادي ،وترقية الوضع الاجتماعي ،بإطلاق عدة مشاريع العالمية التي تستهدف أمن الدول والشعوب ،مترابطتين فيما
وطنية ،منها العصرنة المستمرة للخدمة العمومية
ورقمنتها ،وإضفاء طابع اللامركزية والإنسانية عليها لتقريب بينهما ،ولا تعترفان بالحدود ،ولا ترتبطان بأي دين أو عرق أو
الإدارة أكثر من المواطنين ،وتحسين جودة الخدمات التي
يستفيدون منها ،هذه البرامج رفعت مستوى الرضا لدى الأبرز على استقرار الكثير من الدول، الخطر فجنضاًلاسية،ع ونتتشقوكيلانض
المواطنين حول نوعية وجودة الخدمات العمومية المقدمة التنمية ،وهما من أولويات التعاون جهود
وأسهمت في تعزيز الثقة مع الإدارة ،والرفع من المستوى
المعيشي في المجتمع .على صعيد السياسة الجنائية ،وبعد الدولي؛ لما لهما من أهمية وطنية وإقليمية ودولية.
مراجعة النصوص القانونية والتنظيمية المرتبطة بمكافحة
التطرف والإرهاب ،امتدت الاهتمامات بتشجيع كل مبادرات الجزائر من بين البلدان التي عانت ويلات التطرف العنيف
التوعية لفائدة السجناء المتورطين في قضايا التطرف العنيف
والإرهاب ومرافقتهم لتفادي معاودة الرجوع لهذه الجرائم، والإرهاب ،ففي تسعينيات القرن الماضي تمكنت من مواجهة
ومنحهم الحق في الاستفادة من برامج إعادة التأهيل وإعادة
الإدماج الاجتماعي ،بتوفير فرص الدراسة في مختلف الأطوار ودحر شرور الإرهاب بالاعتماد على قدراتها ،وتواصل اليوم
التعليمية والتكوين المهني ،والمرافقة الإدارية والعملية في
إنجاز المشاريع الشخصية ،والمساعدة للحصول على منصب بنفس الروح والعزيمة جهودها لمساندة أشقائها وأصدقائها
شغل يتماشى مع مؤهلات النزلاء المهتمين. من الدول في محاربة التطرف العنيف والإرهاب ،مسترشدة
بالمجال الديني ،تم تعبئة كافة الطاقات ضمن برامج
لترقية ونشر ثقافة الإسلام الصحيح وقيم الإنسانية والتسامح في ذلك بتجربتها الرائدة والناجحة ،وبمقاربتها التي تقوم
والوسطية والتناغم الاجتماعي ونبذ العنف ،وفق إستراتيجية
وطنية في مجال الأنشطة الدينية ومكافحة كافة أشكال على ثنائية الأمن والتنمية ،تواجه التطرف العنيف لكونه
التطرف ،تحت إشراف علماء في الشرعية وأئمة متخرجين من
معاهد متخصصة ،ومرشدات يقدمن جهوًًدا معتبرة في من مغذيات الإرهاب ،ويقوض السلام والأمن والتنمية
مجال العمل الجواري والمجتمعي لتوعية المرأة حول مخاطر
التطرف وآثاره على المجتمع ،كما تم أيًًضا تكييف الإطار المستدامة وحقوق الإنسان.
التشريعي والتنظيمي الذي يحكم النشاط الشعائري من أجل
تشديد وسائل مكافحة كل أشكال التطرف والوقاية منه في إذ ينتهز أصحاب الفكر المتطرف إفرازات العولمة؛ لما توفره
مجال النشاط الديني. من تكنولوجيات حديثة كشبكة الإنترنت ومنصات التواصل
الاجتماعي من فرص وتسهيلات لبث أفكارهم الهدامة
والاستقطاب والتجنيد بغرض استهداف المجتمعات والأفراد
وتهديد السلم والأمن العالميين.
ونستعرض في متن هذا الموضوع بعض محاور المقاربة
الجزائرية للقضاء على التطرف العنيف وعلى الإرهاب؛ حيث
جعلت ضمن أولوياتها اتخاذ كل التدابير الأمنية اللازمة لحماية
المواطنين والممتلكات وضمان الاستقرار الاجتماعي ،واعتنت
بالأمن بمفهومه الشامل ،منه الأمن الفكري بالمراهنة على
التوعية الدائمة باستخدام مختلف الآليات ،بداية من الأسرة
والمدرسة ودور الإشعاع الديني والثقافي ،وصواًلا إلى وسائل
الإعلام والمجتمع المدني؛ حيث استندت هذه المقاربة إلى
ثنائية الأمن والتنمية.
لقد شكلت التنمية رأس الأولويات في مكافحة التطرف
العنيف والوقاية منه ،عبر اتباع مناهج اقتصادية واجتماعية
33